هذه "دروس في شرح الألفية" نقدمها لطلاب قسم اللغة العربية في مراحل الدرس الأولى. وهذه الدروس تفي بغرض نحسبه أساسياً في تعليم النحو، ذلك أن "حالة طلابنا حين يلتحقون بالدرجة الجامعية الأولى تقتضي-فيما نظن-أن تحتوي مناهج النحو على العناصر الآتية:
1-تعريف الطلاب بالهيكل العام للنحو العربي كما وصل إلينا بتقسيماته ومصطلحاته، في لغة قريبة، وفي جمع الأجزاء المتناثرة حتى تستوي أمامه أعضاء الهيكل استواء واضحاً، مع التركيز على تناول النصوص اللغوية تناولاً نحوياً تطبيقياً قدر المستطاع، وهذا العنصر ينبغي أن يشكل-فيما نرى-قدراً معقولاً ومستمراً في المرحلة الجامعية الأولى كلها.
2-تعريف الطلاب المصادر النحوية القديمة، لأن هذه المصادر لا يستغني عنها الطالب ولا الباحث في مراحله المتقدمة، وهي أساس لا غنى عنه لدارس العربية على العموم، وبخاصة أن المكتبة النحوية لا تمثل التقعيد البسيط للعربية فحسب وإنما تمثل اتجاهات مختلفة لمناهج التفكير العربي وتفيد في فهم مسائل كثيرة في علوم العربية خاصة وفي الدرس الإسلامي على العموم. ولقد نظن مفيداً أن يبدأ الطلاب بالمراحل المتأخرة في حياة النحو فيدرس أهم الكتب التي توفرت على شرح "ألفية ابن مالك" لما لها من شهرة من ناحية ولما كان لها من تأثير على التأليف في النحو من ناحية أخرى. وقد اخترنا هنا نصوصاً من ثلاثة كتب هي: أوضح المسالك لابن هشام، وشرح ابن عقيل، وشرح الأشموني. وهذه النصوص تركز على الجملة الفعلية، وهي كافية-فيما نحسب-لأن يألف الطالب طريقة هؤلاء العلماء ف يتناول النحو العربي. ونحن نتقدم به بعد ذلك حين ندفعه إلى دراسة نصوص من "المذاهب النحوي" فيما نراه ضرورياً أيضاً لمعرفة اتجاهات التأليف في النحو من مصادره الأصلية.
وصل الطلاب وصلاً حقيقياً بالمناهج الحديثة للدرس اللغوي في تطوره السريع فيما نراه مهماً أهمية خاصة لتكوين منهج "علمي" بما يفيد إفادة محققة في درس العربية وفي فهم كثير مما كتبه علماؤنا القدماء.