عالج المؤلف في هذا الكتاب قضايا وحارب فيه أخرى، وذلك ليبرئ نفسه مما أحدث بهذه الزاوية من البدع المنهي عنها، وتنبيه العوام مما هم عليه من ضلال، والذي يتولى كبره رئيس الزاوية وهو ابن عم المؤلف المسمى بأبي الحسن علي بن يوسف الذي أدخل البدع إلى الزاوية وارتكب فيها أفعالا لا تمت للإسلام بصلة.
وأما ما يصيب أتباع المبتدع فهو الحرمان من الثواب لأنهم يعبدون الله بالبدع التي لم يقرها الدين، ولم يجعلها طريقا للعبادة، ولأنهم يتركون بكل بدعة يعملونها سنة من السنن التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم وحث عليها، ولهم كفل من العمل في هدم الدين، عليه يجازون وبه يعاقبون.
وإزاء هذا وقف المؤلف، رحمه الله، ضد ابن عمه في دحض بدعه وبيانها، وقد أوصلها إلى ستين بدعة كلها منهي عنها ولم يقل بجوازها ممن سبقه من علماء الزاوية ولا ذكر خلافا فيها حتى يقال إنها مسائل خلافية، فكيف يترك بيان الحق وتوضيحه خوفا من ثورة العامة وشيخ الزاوية وسخطه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.